قصيدة قديمة قرات بصوت الملا باسم الكربلائي
بكتْكَ أملاكُ السماءْ يا حسين حُزناً عليكَ بالدماء يا حسين
بكتْ عليكَ أرضُنا والسماء لا بدموعٍ بلْ بفيضِ الدّماء
كما بكى مِنْ قبلِها الانبياء لما عليهم عُرِضَتْ كربلاء
بكت عليك الحُكَما يا حسين أبكيتَ عُرباً عَجَما يا حسين
غدوتَ في دموعِنا الجارية بالحزنِ من قلوبِنا الباكية
وقد جرَتْ دماؤكَ الزاكية ووُزِّعَتْ أشلاؤكَ الثاوية
ماذا يفي دمعٌ هَمَرْ يا حسين أو مَنْ أقامَ مأتما يا حسين
مِنْ دَمِكَ الزاكي دفَعْتَ الزكاة مِنْ أجلِ إجراءِ فُروضِ الصلاة
بلْ جُدْتَ بالنفسِ بكلِّ الحياة قُتِلْتَ ظمآناً بجنْبِ الفرات
تُقتَلُ في حالِ الظمأ يا حسين وقربَك الماءُ طما يا حسين
نَكبيكَ يا صريخةَ المؤمنين بعَبرةٍ حرّى وشَجْوِ الأنين
ونلطِمُ الصدر أسىً والجبين لِما عليكَ قدْ جَرى آسفين
نشغَلَ فكراً وَفَما يا حسين تَذَكُّراً تَكَلُّما يا حسين
آهْ، آهٍ عليكَ يا سَليلَ النبي محمدٍ المُنتَجَبِ الهاشمي
آهٍ عليكَ يا حبيبَ الوَصِي ذاك أميرِ المؤمنينَ علي
أبكيتَ طهَ مِثلما يا حسين تدعو أبيكَ انسَجَما يا حسين
ضَحَّيتَ للدينِ بأسمى نفوس بصَفوةٍ غُرٍّ أُباةٍ أشُوس
تطايَرَتْ منهمْ بحربٍ ضَرُوس سَخاوَةً أيديهُمُ والرؤوس
يَرَونَ هذا مَغْنَما يا حسين والصبرَ عنهُ مأثما
يا ليتنا بالطَّفِّ كُنا مَعَكْ نُحْشَرُ في زُمرَةِ مَنْ شايعَك
نُجرِعُ الحِمامَ مَنْ نازَعَكْ وَنصْرَعُ الوَغْدَ الذي صَرَعَكْ
وَفيكَ نرعى الذِّمَما يا حسين والعهدَ ذاك المُبرَما
نبكي على أنفاسِكَ الخامدة نبكي على أشلائِكَ الهامدة
نبكي على أطفالِكَ البائدة نبكي على عيالِكَ الشاردة
الجيشُ لما هجَما يا حُسين وأحرقَ المخيَّما يا حسين
نبكي عليك تحتَ وطءِ الخيول وهيِ على قلبِ عليّ تجول
بل وَطِىءَ اللئامُ قلبَ الرسول وهشّموا بالخيلِ صدرَ البتولْ
صدرُك مُذْ تهشّما يا حسين أقرَحَ جفنَ الكُرَما يا حسين